أرتدي القميص الأبيض الذي اشتريته برفقة جدي في اكتوبر الماضي ، ويحيط سوار هيلوكيتي معصمي، و هو نفس السوار الذي يحيط معصم صديقتي وابنة عمي عصماء ،  وكنا قد ابتعنا السوارين من متجر في وسط البلد أثناء زيارتها للقاهرة في أغسطس الماضي .
في أيام كهذه تشعرُ نفسي بالحاجة للحب ، ولربّما اتخذّ قلبي ارتداء ما يشعرني بوجود من أحب كبديل للعناق الذي أحتاجه وأفتقده .
يوم الاثنين - أي قبل يومين - كان يوم شم النسيم و بدء احتفالات الناس بالربيع ، وأظنّ أن هذه مساحة مناسبة للاستغراب في عادة الشعب المصري الذي يستقبل الربيع بأكل الرنجة! 
أمّا عنّي فلم أستقبل الربيع بالرنجة ؛ بل استقبلته بتوصية من طبيب بالذهاب لمعالج نفسي والخضوع للعلاج السلوكي وهو شيء كنت أعرفه من قبل أن يقوله .
" ماذا عن نقص فيتامين دال ؟" تسأل أمّي تحاول لفت انتباهه مجددًا لكميته الضئيلة جدًا في جسدي ، مشيرة لاحتمالية أنّ كل هذا قد يكون عرضًا جانبيًا لنقصانه ...فقط.
وبالتفكير في الأمر ، تمنيت لو أنني استقبلت الربيع بالرنجة .
لم أذهب للجامعة منذ الخميس الماضي ، وفضّلت رغمًا عني الحديث مع الوسوسات التي باتت جزءًا لا يتجزأ من يومي ، وحين كنت أحاول التغلب عليها كانت تعود مجددًا وبصورة أشدّ إيلامًّا ؛ يحدثُ ذلك في كل مرّة أتفقد فيها بريد رسائلي ولا أجد أحدًا قد افتقدني .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

القِطار رقم ٨٨

لماذا فقدت الجوافة حلاوتها؟ من وحيّ الطفولة

هل سيعيدني توتيل إليه؟